مقدمة يلعب الإعلام دوراً رئيسياً في تكوين أفكار الشعوب و التحكم في سلوكياتها. هذه دراسة من أربع أجزاء نحاول أن ندرس الكيفية التي يؤثر بها الإعلام علي تفكير الناس. عادة ما يستخدم دارسي الإعلام و علم الإجتماع مصطلح “الحوار العام Public Discourse” للتعبير عن الحوارات و المناقشات الدائرة في المجتمع ، و يستخدمون هذا الحوار للدلالة علي المستوي الفكري و الثقافي للمجتمع ككل، فإن كان المجتمع تسوده حوارات يسودها المنطق و الفكر وتدور حول موضوعات هامة (سياسية أو إقتصادية مثلاً) كان هذا دليلاً علي الرقي الفكري للمجتمع ككل و العكس صحيح.
لا توجد خلافات كبيرة بين العلماء في الرياضيات و الكيمياء و الفيزياء، و لكن في العلوم الإنسانية (مثل الإقتصاد، السياسة، الإجتماع، علم النفس) هناك الكثير من الآراء و النظريات المتناقضة و المختلفة. المشكلة أن الكثير من الناس لا يفرق بين العلوم الإنسانية و العلوم المادية، و يعتبر أن كل ما تأتي به العلوم الإنسانية سليم و لا يمكن الشك فيه. إن رفضت الأخذ برأي فرويد فأنت ترفض العلم. إن رفضت توصيات البنك الدولي فأنت ترفض توصيات مبنية علي العلم.
هناك فكرة سائدة لدي الكثيرين هي أن رجل الشارع الأمريكي لا يعرف الكثير عن الإسلام و المجتمعات الإسلامية، إلا أن السياسيين الأمريكيين يعرفون بلاد العالم الإسلامي جيداً. لديهم مراكز بحثية تدرس العالم الإسلامي، إحصائيات، نظريات، الخ. هذه الفكرة خاطئة في رأيي. هناك كم هائل من الجهل بالمجتمعات الأسلامية في أوساط الساسة الأمريكيين، جهل بالعوامل الإجتماعية و الدينية و التاريخية التي تؤثر في شعوب هذه الدول. في هذا المقال أحاول أن أوضح علامات هذا الجهل و أسبابه و نتائجه.
قام البرلمان السويسري بالتصويت علي حظر بناء مآذن المساجد و هو ما عده المسلمون تعدياً علي حريتهم و خرجت الكثير من الأصوات تندد بما حدث. في حوارات أجرتها قناة الجزيرة مع بعض السويسريين قالوا إن الأمر هو مجرد محاولة للحفاظ علي هوية الدولة. العبارة مرت علي الكثيرين و أعتقد أنها تنطوي علي حقائق خطيرة بالغة الأهمية. الإنهيار الديموجرافي في الغرب الديموجرافيا هو علم الدراسات الإحصائية للسكان. هناك مصطلح هام في علم الديموجرافيا هو معدل الخصوبة و هو متوسط عدد الأبناء الذين تنجبهم المرأة في الدولة.
قبل نهاية الحرب العالمية الثانية ظهرت في أذهان الحلفاء فكرة محاكمة قادة المحور إن تم القبض عليهم. كان ستالين يري أن يتم إعدام ما بين 50 الف إلي مائة الف ضابط و جندي من الجيش الألماني عقاباً لهم علي ما إقترفوه. في البداية سخر روزفلت من الأمر و قال لا داعي لإعدام 50 الف ضابط، يكفي أن نعدم 49 الفاً فقط. فيما بعد حين رأي كم الدمار الذي ألحقه النازييون بالإتحاد السوفيتي بدأ روزفلت يتقبل الفكرة.
منذ بضعة أعوام حضرت محاضرة في أمن المعلومات الإلكترونية ألقاها خبير أمن معلومات بولندي و لم تكن لدي أدني فكرة عن أمن المعلومات قبل هذه المحاضرة. كانت هذه أحد أفضل المحاضرات التي حضرتها في حياتي. الرجل لخص تأمين المعلومات في ساعة و نصف. لم يكن أسلوبه هو ذكر المعلومة بل تكوين أسلوب تفكير لدي المستمعين. ما الذي يجب عليك أن تفكر فيه حين يحدثك أحدهم عن تأمين المعلومات؟ ما هي المعايير الهامة التي يجب أن تفكر فيها عند تقييم أساليب التشفير المختلفة؟ متي تطلب عون خبير تأمين معلومات و لماذا؟ ما هي الأخطاء القاتلة المتعلقة بمجال تأمين المعلومات و لماذا هي قاتلة و لماذا يقع فيها الكثير من الناس؟ ما هي الأشياء التي يجب عليك أن لا تفكير في القيام بها (مثلاً لا تفكر في أن تخترع أسلوب تشفير خاص بك).
حكي أحمد رجب أن مصطفي أمين أعطاه مقالاً لأحد الكتاب الكبار ليختصره قبل نشره في أخبار اليوم. بعد نشر المقال ثار الأديب لأن مقاله تم إختصاره فقام مصطفي أمين بإجراء تمثيلية أمامه، قام فيها بإستدعاء أحمد رجب و أخبر الأديب أن هذا هو الشخص المسئول عن هذا الخطأ الشنيع. قام مصطفي أمين بتوبيخ أحمد رجب ثم قال له في النهاية ( إنت مرفود). هنا رق الأديب و حاول أن يهديء من غضب مصطفي أمين لكي لا يتحول الموضوع إلي قطع عيش و لكن مصطفي أمين تمادي في التمثيل و أصر علي رفد أحمد رجب.
حين تفكر في القنبلة الذرية يمكنك أن تفكر بها من عدة وجهات نظر. من الممكن أن تنظر لها علي أنها مأساة و نموذج لوحشية الإنسان أو يمكنك أن تنظر لها علي أنها إنجاز علمي رائع خرج من عقول عبقرية. كثيرون فعلوا هذا من قبل لذا لن أتحدث هنا من هذا المنطلق. تمثل الحرب العالمية مرحلة مليئة بالتجارب الإنسانية و المواقف التي لا يمكن أن تحدث في خيال أعتي العقليات جموحاً و الجزء المتعلق بالقنبلة الذرية ليس إستثناءاً.
“العمل يجعل الإنسان حراً”. العبارة السابقة قد يكون من المنطقي أن تراها في كتاب من كتب التعليم الإبتدائي المصممة ببراعة لغرس الغباء في عقول الصغار، أو قد تسمعها في خطبة أعدت للإستهلاك المحلي من قبل أحد السياسيين، و لكنها لم تظهر في هذا أو ذاك. العبارة كانت مكتوبة بالألمانية (Arbeit Macht Frei) علي أبواب معسكرات الإعتقال النازية التالية: داخاو، أوشفيتز، تيريزين و ساخسنهاوزن. معسكر بوخانفالد كان مختلفاً، فقد حملت بوابته العبارة اللاتينية “لكل ما يستحقJedem das Seine” و التي كانت أحد مباديء العدالة في الثقافة اليونانية القديمة.
حتي وقت قريب كنت أنظر لفرويد علي أنه نصاب لا داعي لقراءة ما كتبه إلا بغرض الرد علي من يؤمنون بما كتبه. ما كنت أعرفه هو أن أهم ما فعله فرويد هو أن رد الكثير من سلوكيات البشر إلي دوافع جنسية. كان هذا خطأ مني لأن فرويد له بعض النقاط الهامة التي أضافها لعلم النفس و التي لا يمكن إعتبارها هراء بالكلية، نقاط بخلاف رد كل سلوكيات البشر إلي دوافع جنسية، إلا أن كل من تحدث عن نظريات فرويد ركز علي نقطة واحدة و أهمل الباقي.