قام البرلمان السويسري بالتصويت علي حظر بناء مآذن المساجد و هو ما عده المسلمون تعدياً علي حريتهم و خرجت الكثير من الأصوات تندد بما حدث. في حوارات أجرتها قناة الجزيرة مع بعض السويسريين قالوا إن الأمر هو مجرد محاولة للحفاظ علي هوية الدولة. العبارة مرت علي الكثيرين و أعتقد أنها تنطوي علي حقائق خطيرة بالغة الأهمية.
الإنهيار الديموجرافي في الغرب
الديموجرافيا هو علم الدراسات الإحصائية للسكان.
هناك مصطلح هام في علم الديموجرافيا هو معدل الخصوبة و هو متوسط عدد الأبناء الذين تنجبهم المرأة في الدولة. هناك رقم شديد الأهمية هو ما يسمي بمعدل الخصوبة الإحلالية Replacement Fertility Rate و هو معدل الخصوبة اللازم لكي يحل عدد المواليد عدد الأشخاص الذين يتوفون في البلد في خلال 25 عاماً، هذا الرقم هو 2.11 طفل لكل أسرة. علي مدي التاريخ لم تنجح أمة وصلت إلي معدل 1.9 طفل في الأسرة في أن تمنع إنحداراً دائماً في عدد المواليد و تعداد السكان بها أدي إلي إندثارها في النهاية إلا أنه يمكن نظرياً تلافي هذا الإنحدار. الأمة التي تصل إلي معدل 1.3 لا يمكنها أن تمنع هذا الإنحدار و لابد لها من أن تندثر، لأنها لكي تتمالك نفسها و تعود لمعدل السكان المعتاد بعد هذا الرقم فإنه يلزمها ما بين 80-100 عام تعاني فيه من ركود إقتصادي شديد لا يوجد أي نموذج إقتصادي Economic Model يسمح لأي أمة أن تتحمله لهذه الفترة و لابد لهذه الأمة من أن تنتهي.
ملحوظة هامة : الأرقام التي ذكرتها و سأذكرها هنا قائمة علي دراسات إحصائية و نماذج محاكاة إقتصادية و رياضية بالإضافة إلي جوانب تاريخية لعدد من الأمم السابقة. أنا لا أعرف تفاصيل هذه الدرسات الإحصائية و الرياضية لأن هذا ليس مقالاً لعشاق الرياضيات و الإحصاء دعك من أني أكره الرياضيات و كل ما يتعلق بها، فقط أنا أنقلها كما هي و إن كان يسهل التأكد من صحتها لمن يرغب في هذا عن طريق البحث علي الإنترنت.
و الآن لننظر سوياً لمعدلات الخصوبة في الغرب. في عام 2007 كانت معدلات الخصوبة كالتالي في الدول الغربية:
فرنسا: 1.8
أمريكا:1.6
كندا: 1.6
إنجلترا: 1.6
اليونان: 1.3
المانيا: 1.3
إيطاليا: 1.2
أسبانيا: 1.1
إنخفاض عدد المواليد معناه أنه يوماً ما في المستقبل سيكون القادرين علي العمل قليلي العدد و عدد المتقاعدين كبير. في نظم التأمينات و المعاشات الحديثة يتولي القادرون علي العمل الإنفاق علي المتقاعدين من خلال ما تأخذه الدولة منهم من ضرائب و مستقتعات. زيادة عدد المتقاعدين و قلة عدد العاملين معناه زيادة رهيبة في الضرائب و قلة في الإنتاج في نفس الوقت مما يعني كساداً إقتصادياً قاتلاً. هذا رسم يبين نسبة الأطفال أقل من 14 سنة إلي نسبة المسنين فوق 65 في أوروبا.
العلامات
الإنهيار الديموجرافي الذي تتجه إليه أوروبا له علامات بدأت في الظهور الآن هذه بعضها:
1- في اليابان يقل معدل الإنفاق تدريجياً. الكثير من الإقتصاديين تحدثوا عن عدد مختلف من العوامل إلا أن علماء الديموجرافيا تحدثوا عن نقطة هامة. اليابان من أوائل الدول المتقدمة التي بدأ فيها إنخفاض معدلات الخصوبة، بالتالي يمكن القول بأنها تسبق الدول الغربية في طريق الإنحدار الإقتصادي المترتب علي قلة السكان. اليوم معظم سكان اليابان فوق ال 48 سنة. إنخفاض النفقات سببه أن صغار السن قليلي العدد ينفقون علي المتقاعدين كبيري العدد. هذا هو بداية المنحدر الذي يتجه إلي الغرب تدريجياً. هذا رسم يبين إنخفاض النفقات في اليابان.
2- إنهيار أسواق العقارات تدريجياً. البعض قد يظن أن هذا ناتج عن الأزمة الإقتصادية العالمية إلا أنه قبل هذه الأزمة بزمن بدأ إنخفاض أسعار العقارات لأن البيوت لم تعد تجد من يسكنها. عدد البيوت يتزايد و مع هذا عدد السكان يتناقص (خصوصاً في شرق أوروبا).
3- في عام 2006 تم إغلاق220 مدرسة في مقاطعة ألمانية واحدة لأنه لم يعد هناك أطفال ليملئوا هذه المدارس.
4- في أمريكا كان عدد البيوت التي بها أطفال 80% فصار اليوم 32%.
الأسباب
و لكن ما الذي أدي بالغرب للأزمة التي يعانون منها الآن؟ ما الذي ألقي بهم في هذا الهاوية التي يسقطون فيها بسرعة؟ هناك عدد من العوامل سنلقي عليها الضوء هنا:
1-زيادة قيمة الوقت الذي تقضيه المرأة في العمل في نظرها و نظر المجتمع يعني بالتأكيد رفض الأمومة. حملات المساواة الحمقاء بين المرأة و الرجل تساوي أيضاً بين المرأة و الرجل في سوق العمل و في حق كل منهم أن يعمل و تتغافل عن أن المرأة لديها مسئوليات أخري بالإضافة لمسئولية العمل هي مسئوليات الإنجاب و رعاية الأطفال. بالتالي المرأة التي تبحث عن عملها و ترفض أن تتركه لابد أن ينعكس هذا علي رغبتها في قلة عدد الأطفال أو حتي عدم الإنجاب.
2-نزعات الفردية التي تسود الغرب حالياً، أن يكون المقياس الأهم في الحياة هو الفرد و ما يروق له يعني أن المرء لا يبحث عن الآخرين، لا يرغب أن يربط نفسه بمسئولية أسرة و أطفال و زوجة عليه رعايتهم و الإنفاق عليهم، و يفضل أن ينفق ما يكسب من مال علي نفسه و رغباته الشخصية. في الماضي كان الغربيون يفكرون في الأطفال، فلا يقبلون مثلاً البرامج الإعلامية الغير ملائمة للأطفال، يخططون لحياتهم بناء علي مستقبل أبناؤهم، يدخرون المال لدفعه لهم كمصاريف دراسة حين يدخلون الجامعة، الخ، اليوم لا يريد أحد أن يقيد نفسه بأي شيء.
3-الثورة الجنسية و التفكك الأسري: في الزمن الذي صار فيه من الممكن إشباع الرغبات الجنسية بدون أسرة تقيد المرء و تتطلب منه إنفاقاً و رعاية ظهرت فكرة التعايش Cohabitationو التي تعني أن يعيش رجل و إمرأة سوياً بدون أي روابط أسرية فيما بينهم حيث يمكن لمن شاء فيهم أن يترك الآخر بدون روابط مادية أو إجتماعية أو قانونية. بالإضافة لهذا يمكن للمرء أن يكون له أكثر من شريك جنسي بدلاً من شريك جنسي واحد مدي الحياة، فلماذا يقيد نفسه و الخيارات مفتوحة أمامه؟ حتي و إن إرتبط رجل و إمرأة بزواج فلا يوجد ما يجبر أي منهم علي تحمل أبسط الخلافات، ما دام كل منهم يبحث عن نفسه و إشباع رغباته الشخصية فقط، لهذا نجد معدلات الطلاق الفلكية التي تسود الغرب اليوم. حتي بين الأزواج الذين لا ينفصلون يظل شبح الطلاق جاثماً علي النفوس بسبب معدلاته المرتفعة في المجتمع مما يتسبب في عدم الرغبة في إنجاب أطفال قد يعيشوا بعد بضعة أعوام مع أحد الوالدين دون الآخر.
الغريب أن الدراسات النفسية و الإجتماعية القادمة من الغرب تشير إلي أن الإشباع الجسدي و النفسي يرتبط في المعتاد بأن يكون للمرء شريك جنسي واحد، و تربية الأبناء و رعايتهم لها أثر نفسي علي إشباع نفسية الآباء و الأمهات. أيضاً الرجال أكثر إحتياجاً إلي أن تكون لهم شريكة حياة أكثير من النساء و في نفس الوقت الرجال هم الاكثير إنفاقاً علي وسائل الترفيه مثل العاب الكمبيوتر و السينما و كرة القدم و علي الرغم من هذا تشير الدراسات إلي أن هذا الإنفاق الرهيب علي وسائل الترفيه الذي يسود الغرب لا يشبع الإحتياجات النفسية للرجال، و هي الإحتياجات التي لا يشبعها إلا أن يكون للرجل زوجة و أسرة.
بالتالي حملات الإباحية الجنسية و الدفاع عن حقوق الشواذ و حملات الإعلاء من قيم الفردية لا تستند إلي أي مبررات علمية أو أرقام، و هو ما عبر عنه أحد علماء الإجتماع الأمريكيين بقوله “أن من يقودون الدعوات للمباديء الإجتماعية اليوم ليسوا هم الأشخاص الذين لديهم الإحصائيات و الحقائق العلمية”. الأمر مجرد دعوات و حملات لإشباع الأهواء الشخصية لا تستند إلي علم أو دين،لا أكثر ولا أقل.
4-الإفتراضات العلمية الخاطئة: في السبعينات إنتشرت حملات تنظم الأسرة و تحديد النسل و صار الغربيون يقولون " لا تتحدث عن حل أي مشكلة إقتصادية إلا حين تتحدث معها عن تحديد النسل". هذا إفتراض أن الأرض محدودة الموارد أو أن الناس ستموت جوعاً بسبب كثرة السكان. علي الرغم من أنه بعد الحرب العالمية الثانية إزداد عدد السكان بشكل رهيب فيما عرف في الغرب بالإنفجار السكاني و في نفس الفترة إنخفضت أسعار الغذاء بما يقرب من 70%. عدد السكان قد يمثل عاملاً من عوامل الإنتعاش الإقتصادي إن كان هؤلاء السكان منتجين و أكفاء.
بعض العلماء يرون أن في هذا تأثر بفكر داروين الذي يري أن كل جنس يستهلك الحد الأقصي من الموارد المتاحة له و البقاء يكون للأصلح و تنقرض الأجناس الأخري بسبب عدم قدرتها علي الحصول علي هذه الموارد. نحن اليوم أمام جنس جديد (الإنسان) أمامه كم هائل من الموارد إلا أنه لا يستطيع أن يستهلكها بسبب قلة عدده.
الحلول
أحد الحلول المطروحة هو محاولة دفع الناس للإنجاب عن طريق تقليل الفجوة المادية بين الأم التي لا تعمل بسبب الإنجاب و رعاية الأطفال و المرأة العاملة، ففي روسيا تدفع الحكومة للأسرة ما يساوي 9000 دولار لكل طفل بالإضافة إلي 140 دولار شهرياً بالإضافة ل 40% من مرتب الأم في العمل قبل الإنجاب، و علي الرغم من هذا مازال معدل الخصوبة متناقصاً.
الحل الثاني هو إستخدام العبيد و هو الحل الذي لجأ له الأمريكييون الأوائل حين وجدوا أنفسهم قليلي العدد في قارة شاسعة ضخمة الموارد، و بالطبع هذا حل غير مطروح اليوم.
الحل الثالث هو الهجرة، و هو ما يتم حالياً في أوروبا و أمريكا. الهجرة تتم اليوم بأعداد كبيرة و هي تمثل مشكلة للدول التي يتركها أهلها إلي أوروبا و أمريكا، لأن الغرب يفتح الهجرة للمتميزين علمياً و عقلياً و في المراحل العمرية التي يمكنهم فيها العمل و الإبداع. في النظم الإقتصادية المعاصرة تزيد أهمية المرء بزيادة علمه و قدراته الذهنية، فليست هناك أهمية لأن يكون العامل قوياً لأن هناك آلات تستطيع رفع و نقل الأحمال، المهم أن يجيد العامل إدارة هذه الآلات بمهارة. إستقطاب أمريكا و أوروبا للكفاءات من الدول النامية يعني أن ينتقل الركود الإقتصادي الذي كان المفترض أن يصيب الغرب بسبب نظمهم الإجتماعية الفاشلة إلي الدول النامية ليزيدها إنحداراً إلي إنحدارها.
ما علاقة كل هذا بالمآذن في سويسرا؟
في الوقت الذي تقل فيه معدلات الخصوبة في أوروبا و أمريكا فإن عدد السكان لا يتناقص و السبب هو الهجرة. في أمريكا يشكل المكسيكيون و سكان أمريكا اللاتينية العدد الأكبر و في أوروبا يشكل المسلمون العدد الأكبر. بالإضافة للهجرة فإن المسلمين لا يؤمنون بالمباديء الإجتماعية الفاشلة التي تسود أوروبا و بالتالي فمعدلات الخصوبة لديهم مرتفعة.
في فرنسا التي تصل فيها معدلات الخصوبة إلي 1.3 طفل في الأسرة نجد أن المهاجرين المسلمين لديهم معدل خصوبة 8.1. في الوقت الحالي عدد المساجد في جنوب فرنسا يفوق عدد الكنائس، 30% ممن عمرهم 20 سنة أو أقل مسلمين، و يصل هذا العدد في المدن الكبيرة مثل باريس و نيس إلي 45%. لو إستمرت هذه الأرقام بنفس المعدلات فسيصل عدد المسلمين في فرنسا إلي خمس عدد السكان في 2027، و في خلال 39 عاماً ستصير أغلبية السكان في فرنسا من المسلمين.
لهذا لم يكن غريباً أن خرج نيكولا ساركوزي ليدافع عن الموقف السويسري من بناء المآذن، قائلاً أن الإحساس بفقدان الهوية يمكن أن يكون مصدراً لمعاناة بالغة. الرجل واقع مع السويسريين في نفس الحفرة لأن المشكلة ليست مشكلة سويسرية بل مشكلة أوروبية، و هناك مشكلة شبيهة في أمريكا هي إنتشار الهوية اللاتينية.
هناك أرقام شبيهة في باقي دول أوروبا. في الثلاثين عاماً السابقة زاد تعداد المسلمين في بريطانيا من 82 الف إلي 2.5 مليون. في هولندا 50% من المواليد هم مواليد لعائلات مسلمة، و في خلال 15 عاماً سيصير نصف تعداد هولندا من المسلمين. في روسيا خمس السكان من المسلمين و في خلال بضعة أعوام سيكون 40% من أفراد الجيش مسلمين. في بلجيكا ربع السكان و نصف الأطفال المولودين حديثاً مسلمين. في 2025 سيكون ثلث الأطفال المولودين في أوروبا سنوياً مسلمين.
الألمان هم أول من إعترف بإتجاه أوروبا بخطي حثيثة لأن تصير قارة إسلامية، حيث أصدر مكتب الإحصائيات الفيدرالي الألماني تصريحياً قال فيه " إن الإنحدار في عدد السكان في ألمانيا لا يمكن إيقافه، عدد السكان يقل بإستمرار ولا يمكننا عكس ما يحدث. في 2050 ستصير أوروبا قارة إسلامية".
حتي وسط الأوروبيين أنفسهم، فإن من ينجبون هم الأشخاص الذين يغلب عليهم رفض الفكر الإجتماعي الأوروبي بناء علي أسس دينية و هم المسيحيين و اليهود المتدينين. دارون قال إن الأجناس القادرة علي الحياة تستمر و الأجناس الغير قادرة تنقرض، و قد علق أحد علماء الإجتماع علي العبارة قائلاً إن ما يحدث اليوم هو إنقراض للعلمانيين و بقاء لكل من يحملون إيماناً دينياً سواء كان مسيحياً أو يهودياً أو مسلماً.
ما يثير التساؤل هنا هو ما أهمية أن يحافظ السويسريين علي هوية الدولة لتكون مسيحية ؟ أليست هوية الدولة تعبير عن هوية السكان في الواقع و هذا الواقع يقول أن المسلميين يتزايدون في أوروبا و ليس في سويسرا، فهل ستغير إزالة المآذن من الحقيقة شيئاً؟ و إن كان التصويت اليوم قد تم بأغلبية بسيطة فماذا سيفعل السويسريون حين يصل عدد المسلمين إلي الأغلبية؟
و هل يمكن أن يأتي اليوم الذي يتحول فيه الدفاع عن الهوية إلي نوع من الحروب الأهلية كما يحدث في معظم المجتمعات التي تضم أكثر من فصيل ديني أو عرقي كبير العدد؟
عبرة من التاريخ
ما يحدث الآن في الغرب حدث في روما و اليونان في الفترات التي وصلت فيها كلا الإمبراطوريتين لقمة مجدهما قبل بداية الإنحدار، أذ أنه مع نمو الدولة و زيادة الرخاء يميل الناس إلي الرفاهية الزائدة و رفض المسئولية المتمثلة في رعاية الأطفال مما يترتب عليه قلة عدد السكان بالتدريج ثم تنتقل الدولة لمحاولة البحث عن الحلول. حين بدأ عدد السكان في الإنحدار، حاول الرومان أن يفتحوا الهجرة لكل المواطنين من الدول صديقة روما و منحهم كل حقوق المواطن الروماني (مثل التصويت في الإنتخابات) بل وصل الأمر بالرومان أن بدأوا في تحرير العبيد و معاملتهم علي أنهم مواطنين رومانيين إلا أن هذا نتج عنه زوال هوية الدولة بالتدريج و كان أحد عوامل سقوط الإمبراطورية الرومانية، و نفس الشيء حدث مع الحضارة اليونانية من قبل. بعبارة أخري فإن ما يحدث في أوروبا اليوم يمكننا أن ننظر إليه علي أنه جزء من دورة صعود و إنهيار الحضارات القائمة منذ فجر التاريخ و ليست حدثاً عارضاً.
ما وصل إليه الغرب اليوم هو ما جنته أيديهم، لا أكثر ولا أقل و عليهم أن يقبلوا ما يحدث. ما يحدث اليوم هو نتيجة للمباديء الإجتماعية الضالة التي ترفض كل ما يأتي به أي دين من مبادي فقط لأن مصدرها الدين، حتي إن وافقت الأرقام و الدراسات العلمية الموثقة.